الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة "مصطفى زاد" لنضال شطا: كوميديا سوداء تصوّر انتفاضة شعب

نشر في  14 نوفمبر 2017  (10:36)

مخاض اجتماعي .. انتخابات رئاسية .. حالة تأهب قصوى .. مشاكل مهنية وطرد .. مشاكل عائلية ، حلقة مفرغة كان يحوم حولها "مصطفى زاد "، انتهت بأن ثار على وضعه وفجّر ما بداخله من طاقة ...

'مصطفى زاد'  شريط كوميدي اجتماعي من اخراج نضال شطا، يروي 24 ساعة من حياة مصطفى قبل يوم من "انتخابات رئاسية ديمقراطية في تونس"، تم عرضه ضمن فعاليات المسابقة الرسمية للدورة 28 لأيام قرطاج السينمائية وتحصل على اثره الممثل عبد المنعم شويات على جائزة أفضل ممثل ..

فيلم من بطولة  كل من عبد المنعم شويّات وفاطمة ناصر وعيسى حرّاث وتوفيق البحري، تدور احداثه ليلة التحضيرات التي تسبق أول انتخابات رئاسية في تونس، ويتناول قصة مواطن تونسي يدعى مصطفى يعاني من مشاكل عائلية مع زوجته مضيفة الطيران التي تصاب بحالة من النفور والبرود نتيجة فقدان زوجها للطموح ، اضافة الى ما يعانيه من صعوبات في التعامل مع ابنه المراهق وتتضاعف أزمة مصطفى بطرده من عمله الاذاعي .. مشاكل اجتماعية زادها حدّة وضع البلاد المتأزم والفوضى التي انتشرت ابان الثورة.

ينطلق الفيلم بعرض اغنية الهادي الجويني "تبعني نبنيو الدنيا" وبطريقة كاريكاتورية يستعرض نظال شطا حالة الفوضى التي كانت تعيشها البلاد من انتشار للاوساخ والفضلات على قارعة الطريق .

ويروي نضال شطا في" مصطفى زاد" معاناة مواطن سدت في وجهه كل السبل الى أن قرر التخلص من شخصيته الانهزامية، حيث يتعرض مصطفى الى حادث بسيط يتمثل في تعطل سيارته بالطريق العام، ينطلق مصطفى في عملية بحث عن البنزين لكن محاولاته تبوء بالفشل نظرا لرفض اصحاب محطات الوقود تمكينه من طلبه في دلالة الى رمزية البنزين في تلك الفترة، واقدام اكثر من مواطن على اضرام النار في اجسادهم، تتواصل رحلة مصطفى الى أن يتمكن من الظفر بقليل من البنزين وفي طريق عودته يعترضه أعوان "الشنقال" بصدد رفع سيارته، يحاول رشوتهم لكنهم يرفضون ليتبن فيما بعد أن الرفض لا يتعلق بالمبادئ بل لأن المبلغ الذي منح لهم كان ضئيلا، يتمسك مصطفى بحقه، ويرفض الترجل من سيارته، ليحمل معها الى المستودع حيث تدور احداث الفيلم ويتحول مصطفى الى بطل وطني تتحدث عنه وسائل الاعلام وتتداوول فيديوهاته صفحات التواصل الاجتماعي، ونظرا لاهمية الحدث الذي يلي تلك الليلة تتحول الجهات المسؤولة واحد الوزراء الى المستودع في محاولة السيطرة على غضب مصطفى الذي يتمسك بموقفه الرافض للظلم والاهانة...

وفي هذا الفيلم خير نضال شطا الانتصار الى المواطن، ففي الوقت الذي انتظر فيه المشاهد اقدام مصطفى على الانتحار بعد سكب البنزين على جسده، يخير مصطفى مواصلة حياته بعد ان اتضحت مشاعره تجاه زوجهته وكسبه لتعاطف ابنه وعودته الى سالف عمله، والاهم من ذلك انتصاره على ذاته وتخلصه من شخصية الجبانة والانهزامية، في اشارة الى ثورة الشعب بعد حالة الخنوع والاستسلام التي كان عليها طيلة 23 سنة . 

ولئن روى الفيلم عديد المشاكل الاجتماعية والسياسية التي مرت بها البلاد في تلك الفترة، فانه قدم في شكل هزلي كوميدي، ولعل ما ميز العمل هو الأداء المقنع لعبد المنعم شويات التي تقمص الشخصية بكثير من الحرفية.

ختاما نشير الى أن  جل الانتقادات التي وجهت الى "مصطفى زاد" حامت حول الاستعمال المفرط  لبعض الالفاظ النابية، من جهتنا  نشير الى  أن ما عاشته البلاد من انفلات اخلاقي عكسه نضال شطا دون مبالغة، للتعبير على حالة الفوضى ووضعية الشارع التونسي دون مساحيق تجميل .. 

 سناء الماجري